قصة مشوقة في العرس
An interesting story
كما العادة ,وفي كل مرة نستلم طلب تنشيط أي حفلة, أوعرس , نقوم بتفحص الأجهزة الموسيقية, ونخبر جميع أفراد الفرقة لكي يكونو مستعدين, ومن كان منهم بعيد يحاول قدر الإمكان أن يحضر في الوقت. بما أني من يتكلف بهندسة الصوت, كما أني عازف الة الأورغ, فانا الدي أراقب كل ما يتعلق بالصوتيات. أتفقد مكبرات الصوت, أتفقد المايكروفونات, ثم أظبط كل شئ في إنتظار وصول أعضاء الفرقة الموسيقية.
غالبا ما نكون ستة أشخاص, يعني عازف الة البانجو, وعازف ألة الباتري, وعازف ألة الدربوكة وعازف ألة الكمان (الجرة) وعازف الة الاورغ (أنا) وعازف ألة الطارة والمطرب طبعا, بعد ساعة تقريبا من تفقد كل شئ .... بدأو أفراد الفرقة الموسيقية بالدخول إلى الأوستوديو حيث نضع الدوزان أو (الماتريال), كما العادة الجو والمكان ممتع مع بعض النكت من الأفراد... و صينية الشاي.. كل شيء على ما يرام وبما أننا سنتقاضى الأجرة فالجميع متحمس فالقضية فيها فلوس 😁😁.. بعد لحضات من النشاط والضحك والتعاون وكل منهمك في تلميع ألته "" رن الهاتف ☎☎ "", إنه سائق حافلة النقل المزدوج🚐🚐 لا أدري هل هو متوفر في البلدان الأخرى إنها سيارة ميرسيدس 270 , ههه فيمكننا أن نحمل عليها كل اللوازم الصوتية زائد العمارية أو الكنبة التي يجلس عليها العريسين, فكما نعلم أن العرس المغربي مختلف ثماما عن باقي الدول الاخرى وفيه منافسة شرسة سواء في التنظيم أو الفرقة الموسيقية, أنت تعلم مقصودي, وصل الترونسبور المكلف بنقلنا بعد لحظات, قمنا بوضع كل شئ في الحافلة ثم إنطلقنا "سبحان الدي سخر لنا هدا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون". الحمد لله دائما أتذكر هدا الدعاء اثناء ركوبي وسفري.
بعد حوالي ساعة أو أقل، وصلنا إلى المنزل الدي ستقام فيه الحفلة أو العرس, إستقبلونا بالدقة المراكشية فما أجمل أجواء العرس المغربي كما أن المكان ملئ "بالفتيات الجميلات" وهدا ما يجعل كل عرس مغربي جميل هدا طبعا في مخيلة من يصطادون في الماء العكر, وأنا شخصيا لست منهم, أحترم كل ما هو محترم, وأفضل أن ينظر إلي الجميع نظرة إحترام 🙄🙄, وإن تقربت مني فتاة فأنا أبادلها الحوار وليست لدي أي خلفية أو عقدة نفسية مع أي فتاة.
هدا عرس فريد من نوعه, لا أدري هل أبدأ بحكي ما هو جميل ومضحك أم ما هو سيء ومبكي, المهم سنخلط الامور ونبدأ. دخلنا،، قمنا بتفقد المكان, ثم أخترنا المكان الافضل لوضع أجهزتنا والدي يقابل العمارية, فبعد الانتهاء من ضبط الصوت والالات الموسيقية ،حان وقت الوليمة.كما نعلم هناك وليمتين. وليمة بلحم الدجاج ،ثم تليها وليمة بلحم الخروف، أو البقرة كما هي تقاليدنا, فالاغلبية يأكل القليل في الوليمة الاولى، لكي يترك متسعا في بطنه للوليمة الثانية😂😂, ثم إنطلقنا إلى أماكننا لأن النكافة أو المكلفة بأزياء العروسين نبهتنا أن نكون مستعدين. قمنا بتيست (Test) أو التجربة،، كل شئ على ما يرام فنحن أفضل مجموعة موسيقية في المنطقة...،والكل يرقص،، بدأ المكان يكتض, و بدأ الغبار يتناثر فوقنا كما العادة ونحن متعودين على هدا😃,
فجأة
بدأ شخص يقترب مني، يبدو أنه مخمور، ولم أعره إهتماما فهو ركز نضره علي، لكني مازلت أتجاهله فسرعان ما إبتعد ثم إقترب من عازف ألة الكمان، فبدأ عازف ألة الكمان يبتسم له،، ثم بدأ المخمور يرقص بشدة ويقترب منه، لذلك تجاهلته أنا, ثم بدأ يدنو ويرقص، ويقترب أكثر من عازف الكمان الدي هو دائما يكون على يساري , فأخرج السكٍير من جيبه ورقتين نقديتين واحدة من فئة خمسون درهم، والأخرى من فئة عشرون درهم، ثم دنى من عازف الكمان وعلقها له كما نقول بالمغربية، أي أدخلها في قميصه تحت رقبته، ثم بدأ يرقص بشدة أكبر، وبدأ يقترب مني، فأنا قلت في نفسي يريد أن أنتبه إليه كي يتشجع ويعلق لي أنا أيضا، لكن تجاهلته، أعلم أن كارثة عظمى ستحل علي... ثم بدأ يرقص ثم يضحك، وهو فرح وقد رمى كل همومه في الطريق كما نقول لكي يفرح في العرس, ثم بدأ يبتعد عنا شيئا فشيئا حتى غاب عن أعيننا . ثم قال لي عازف الطارة: صاحبنا يريد أن يعلق لك لك و أنت تجاهلته (يحدثني ونحن نعزف), نتحدث .. فمرة كنت أسمعه.. ومرة أخرى لا.. بسبب ضجيج الموسيقى الصاخبة, فبدأت الفتيات يرقصن ويقتربن منا وعج المكان بالفتيات, فجأة
وقف أمامي المخمور مرة أخرى، وهو يعبث في جيبه بيده،، أكيد أنه يبحث عن النقود لكن لم يجد شيئا ربما أضاعها أو سقطت من جيبه ،ربما علقها لشخص أخر، بما أنه مخمور فلا يعلم أبدا ما يحدث أثناء سكره ووصوله إلى تلك الحالة, ثم بدأ يرقص ويده في جيبه، مشهد لا أدري هل أبكي أم أضحك, سأبكي لأن الخمر الزائد يجعل صاحبه كالكلب ,أم أضحك على رقصته ويداه في جيبه تبحث عن شيئ ما, ثم أخرج الورقة النقدية ورفعها إلى الاعلى وهو يرقص , فمرة يقبلها ومرة يرفعها إلى الاعلى , وبدا يلفت إنتباه الحاضرين، والفتيات الجميلات, ثم بدأت أعدل على الصوت، فقد كان هناك ضجيج في مكبرات الصوت ونحن نعزف ثم إنهمكت مع الميكسر وبعد ثواني رفعت رأسي ووجدت السكير أماي يقول بصوت مرتفع: (كيجات عليك الجبادور) فهي إسم لأغنية شعبية معروفة ومعناها هو" الجلابة تناسبك" ,وبدأ يكررها ثم يكررها ،هو يعتقد أني لم أسمعه فظن في نفسه أنه يجب عليه أن يعلق لي المال لكي ألبي طلبه ونعزف الأغنية التي طلبها ،ثم إقترب مني ورائحة الخمر سبقته،، ثم مد يده كي يعلق لي الورقة النقدية لكن جهاز الأورغ من نوع الكورغ منعه من الإقتراب مني أكثر، ثم أصر على ذلك، واقترب أكثر فبدأ يدخل الفئة النقدية بين قميصي تحت عنقي، وفجاة فقد التوازن وخر علي، وسقط علي، وجر معه الأورغ فأصبح هو والاورغ فوقي وأنا ساقط على ضهري، ورغم كل شيئ إستمر في تعليق الورقة النقدية وأوقفنا العزف والكل يضحك بما فيهم أنا ،وأسرعو أصدقائي إلي وأنا مستلقي على ظهري والكورغ فوقي والمخمور فوق الاورغ, فأوقفوه على رجليه ورفعوا الكورغ على صدري، وأنفجرت ضاحكا والكل يضحك، ولم نعاتبه أبدا رغم أنه سكير إلا أنه إنسان لطيف ومعروف. وإعتذر مني ثم إنصرف،.لكن الكارثة والمصيبة الكبيرة أن النكافة قالت بأن العروس ستدخل باللباس الصحراوي ويجب أن نعزف أغاني صحراوية , وكان الاورغ مبرمج على الايقاعات الشعبية فنضرت إلى شاشة الأورغ ووجدت ملمس الشاشة أنكسر
أنا قلت ربما واقي الشاشة المصنوع من الزجاج هو الدي إنكسر, فضغط على الملمس لكنه لا يستجيب، اطفأت الأورغ ,ثم أعدت تشغيله لكنه لا يستجيب , وتيقنت أنني فقدت ملمس شاشة الأورغ. الكل يقول لي أسرع العروس ستدخل , لكني غبت لمدة وقمت بنزع خيوطه، وقلت لهم إنتهت الحفلة، لقد إنكسر الملمس بسبب السكير. فأكملنا الحفلة بإيقاعات شعبية ثم إنصرفنا وعدنا إلى أكدز.
هده قصة انكسار ملمس الأورغ والسكير اللطيف. إلى اللقاء في قصة مشوقة جديدة